بعد أن قررت قناة “راي نيوز 24” الإيطالية عدم بث اللقاء الذي أجرته الأسبوع الماضي مع رأس النظام السوري “بشار الأسد”، نفذ نظام الأسد تهـ.ديده وقام بنشر اللقاء بنفسه على معرفات ما يسمى بـ “رئاسة الجمهورية” ضمن منصات التواصل الاجتماعي.
وخلال تلك المقابلة، قال رأس النظام بأن الجيش التابع له قد سيطر خلال السنوات الماضية على العديد من المناطق، باستثناء محافظة إدلب “حيث توجد جبهة النصرة المدعومة من تركيا” حسب زعمه، والجزء الشمالي من سوريا بعد أن شنت تركيا عملية عسكرية قبل شهرين.
واعتبر الأسد بأن الوضع السياسي قد أصبح أكثر تعقيداً بسبب وجود عدد أكبر من اللاعبين المنخرطين في “الصـ.راع السوري”، بهدف زيادة أمده، وحول سؤال عما إذا كان سيجري نقاشات مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قال: “لن أشعر بالفخر إذا تعين عليّ ذلك يوماً ما”، على حد قوله.
إقرأ أيضاً : قناة أوربية تهين بشار الأسد بعد إجرائها لقاء مطول معه وامتناعها عن بثه والأخير يتوعد القناة
وزعم الأسد بأن أوروبا والغرب كانا اللاعب الرئيسي في خلق الفوضى داخل سوريا، بالتالي “كما تزرع تحصد”، مبرراً كلامه بأن الاتحاد الأوروبي قد “دعم الإرهابيين منذ اليوم الأول”، حيث أرسل النظام الفرنسي لهم السـ.لاح بحسب زعمه.
وادعى الأسد بأن نظامه لم يستخدم السـ.لاح الكيميائي قط، مضيفاً بأن منظمة “حظر الأسلـ.حة الكيميائية” قد فبركت وزورت تقارير لمجرد أن الأمريكيين أرادوا منهم فعل ذلك.
وسألته المذيعة الإيطالية بعد ذلك: “أود أن تتحدث عن أخطائك إذا كانت موجودة”، ليجيب الأسد بأنه لا يعتقد أن هناك أخطاء بقراراته، حيث قام بمهامه وطبَّق الدستور في “حماية الشعب”، على حد ادعائه.
موقف رافض
وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن مصدر رفيع في الخارجية الإيطالية قوله بأن إلغاء بث لقاء بشار الأسد على القناة يؤكد على موقف الحكومة الإيطالية الرافض لإعادة العلاقات مع النظام في سوريا دون حل سياسي في البلاد.
وكانت صفحة ما يسمى “المكتب السياسي والإعلامي في الرئاسة السورية” قد نشرت على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي، أنه وبناءً على طلب محطة “راي نيوز 24” الإيطالية، فقد تم إجراء لقاء مع رأس النظام عن طريق المذيعة الإيطالية “مونيكا ماجيوني”، وذلك بتاريخ 26/11/2019، كما تم الاتفاق على أن يكون البث ليلة يوم الاثنين 2/12/2019.
وقالت الصفحة في منشورها: “صباح يوم الاثنين أبلغتنا المذيعة الإيطالية بأنها تريد الاستئذان بتأخير البث، وذلك لأسباب غير مفهومة، وتكرر طلب تأخير البث أكثر من مرة، ولم يتم تحديد موعد للبث من قبل المحطة المذكورة حتى الآن، ما يوحي بأن اللقاء لن يبث”.
حـ.ظر فوري
وختمت الصفحة منشورها بالقول: “إن المكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية العربية السورية يؤكد بأنه إن لم يتم بث اللقاء كاملا عبر المحطة الإيطالية خلال اليومين القادمين، فإننا سنقوم ببثه على حسابات الرئاسة على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الإعلام الوطني بعد غد الاثنين 09/12/2019 الساعة التاسعة مساء بتوقيت دمشق”.
وبالفعل، نفذ نظام الأسد تهـ.ديده ونشر المقابلة يوم أمس، لتقوم إدارات بعض مواقع التواصل الاجتماعي على الفور بحظر حساباته بسبب انتهاكه لحقوق النشر العائدة للقناة الإيطالية المذكورة.
يشار إلى أن القناة الإيطالية المذكورة كانت قد اكدت عدم مسؤوليتها عن تلك المقابلة في الأساس، وان المذيعة الإيطالية “مونيكا ماجيوني” كانت قد قامت بإجراء تلك المقابلة دون الرجوع إلى إدارة القناة او الالتزام بالموقف الرسمي للحكومة الإيطالية من نظام الأسد، الأمر الذي جعل القناة ترفض عرض تلك المقابلة لاحقاً.