بإصرار عجيـ.ب، يستمر الروس في سياسة الكـ.ذب الصريح والمراوغة المكشوفة وإنكار الحقائق الدامغة، ويصرون عليها مع سبق الإصرار والترصد وخاصة في سياق ممارساتهم السياسية والعسكرية في سوريا منذ بدء الثورة السورية حتى هذه اللحظة.
وفي تكريس لهذه الظاهرة، حمل خبر صغير نشرته وكالة أنباء روسية منذ يومين تناقضاً غريباً، واعترافاً ضمنياً بانتــ.هاك روسيا المتعمد لاتفاقية “خفض التصــ.عيد” في إدلب.
فتحت عنوان “مقــ.تل 3 جنود سوريين وإصــ.ابة 20 في صد هجــ.مات لإرهــ,ابيين في إدلب”، ادعت وكالة “سبوتنيك” الروسية بأن عناصر من قوات الأسد قد قــ.تلوا نتيجة تصديهم لهجــ.مات وتســ.لل من أسمتهم “الإرهــ.ابيين” على مناطقهم، واختــ.راق اتفاق “خفض التصــ.عيد” في إدلب وليس العكس.
إقرأ أيضاً : خسـ.ائر قوات الأسد وروسيا في ريف إدلب وريف اللاذقية خلال أيام
بينما وفي نفس الخبر ناقضت الوكالة نفسها، وذكرت بأن روسيا وقوات الأسد هما من يشّنان حملة عسكرية برية على إدلب، حيث نشرت الوكالة في خبرها: “وكان الجيش السوري قد بدأ تمهيدا نــ.اريا هو الأوسع خلال الأشهر الأخيرة على معاقل التنظيمات الإرهــ.ابية في مناطق عدة بريف إدلب، بعدما استكمل تعزيزاته العسكرية على جبهات المحافظة الجنوبية”.
وفي نفس الخبر، اعترفت الوكالة الروسية ضمنيا بأن روسيا وميليشيات النظام هم من يكمن وراء قــ.تل المدنيين عبر حملة جوية يشنانها على المناطق الجنوبية والشرقية لإدلب.
إذ ذكرت الوكالة في خبرها بالقول: “تشهد محاور ريف إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية تمهيدا نــ.اريا واسعا من قبل الطيران الحربي السوري الروسي المشترك باتجاه مواقع المســ.لحين وتحركاتهم على عدة محاور”.
أعداد كبيرة من الضــ.حايا
وجاء هذا الخبر في نفس اليوم الذي شهدت فيه المناطق الجنوبية والشرقية من إدلب استشـــ.هاد أكثر من 27 مدنيا وإصـ.ابة 22 آخرين موثقين بالأسماء والصور، وهو ما وصف بيوم “الثلاثاء الأسود” عبر كافة المنصات الإعلامية الثورية.
وتعمد وسائل الإعلام الروسية أحيانا إلى نشر أخبار متعمدة عن خسائر النظام لتبرر هجــ.ماتها وقصفــ.ها للمدنيين، بذريعة أنها وحليفها الأسد مضطرون لذلك في إطار الرد على ما تسميه بـ “الإرهــ.اب”.
وليس أدل على ذلك ما تم نقلته وسائل إعلام مختلفة عن الوفد الروسي إلى مؤتمر أستانا الأخير، قولهم بأن خــ.سائر النظام خلال هجــ.مات ما أسماهم بـ “المتطــ.رفين” على كل من حلب وحماة واللاذقية قد زادت عن 1500 قتــ.يل في الآونة الأخيرة، وذلك أثناء توجيه الاتهام لوفد روسيا والأسد.
كذب واضح
وبالحديث أيضاً عن الكذب الروسي المكشوف، يستمر القصــ.ف الروسي – الأشد والغير مسبوق – رغم مزاعم “فلاديمير بوتين” الرئيس الروسي خلال الشهر الماضي بأن “العمليات العسكرية واسعة النطاق التي قامت بها القوات الروسية على الأراضي السورية قد انتهت”.
وبكل وقاحة، أشار الرئيس الروسي آنذاك إلى أهمية “التجربة القـ.تالية” التي اكتسبها الجنود الروس خلال سنوات في سوريا، زاعماً أن قواته العسكرية قد نجحت بمنع التدفق الجماعي لـ “المسلحـ.ين” من الأراضي السورية إلى بلاده، وفقاً لما يدعيه.
وأكمل كلامه بالقول: “هذه التجربة تجري الاستفادة منها وتطويرها لنقلها إلى أماكن أخرى في العالم إذا اقتضت الضرورة، ومن الممكن الاستفادة منها أيضاً أثناء المناورات السنوية وعمليات التفـتيش المفاجـ.ئة للقوات المســ.لحة”، على حد قوله.