تخطى إلى المحتوى

وزير الخارجية التركي يكشف لصحيفة ألمانية مصير اتفاقية اللاجئين والتطورات في سوريا

أدلى وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بجملة من التصريحات الجديدة حول كل من اتفاقية اللاجئين الموقعة بين بلاده والاتحاد الأوربي في 2016، وحول الأوضاع مؤخراً في عدة مناطق من سوريا، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة “بيلد” الألمانية، على هامش المؤتمر الذي ناقش القضية الليبية في العاصمة الألمانية برلين.

وحول مآل اتفاقية اللاجئين، قال الوزير التركي: “عندما نلتقي بأعضاء الاتحاد الأوروبي، يتعلق الأمر دائمًا بهذا الاتفاق، وقد لعبت السيدة ميركل الدور الأكثر أهمية، والذي أدى إلى الغيرة بين بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، لقد كانت ألمانيا أكبر مؤيد لهذا الاتفاق منذ البداية وأظهرت الشجاعة الأكبر”.

وتابع بقوله: “ننظر إلى هذه الاتفاقية منذ بدايتها، فعلى الرغم من أن بعض الصحف تنشر باستمرار تقارير سلبية عن تركيا، لقد حددنا عدد اللاجئين غير النظاميين في الجزر اليونانية بـ 57 لاجئًا يوميًا، وعندما كانت هناك زيادة قصيرة الأجل، وحين تم تحديد العدد بحوالي 120 لاجئاً يوميًا في فصل الصيف، تم الحديث بالذعـ.ـر من أن هناك زيادة بنسبة 100% في عدد اللاجئين”.

وأكمل بقوله: “قبل اتفاقنا مع الاتحاد الأوروبي، كان إلى حد 7 آلاف لاجئ يصلون إلى اليونان من تركيا يوميًا، لا أريد أن أضع اللوم على اليونان بسبب هذه الأرقام، لكن بما أن اليونان لم تقم بإعادة اللاجئين، فقد تم تشجيع المهربين بشكل أكبر، نحن نلتزم بالاتفاق ونستعيد أي لاجئ يتم إعادته”.

إقرأ أيضاً : تصريح لوزير الخارجية التركي حول مصير نقاط المراقبة التركية في إدلب في ظل الأوضاع الراهنة

وحول التزامات الاتحاد الأوربي في هذا الشأن، قال: “لقد وعد الاتحاد الأوروبي بدفع أول ثلاث مليارات يورو في أواخر عام 2016 وثلاثة مليارات يورو أخرى في أواخر عام 2018، الآن نحن في عام 2020 وما زلنا لم نتلق أول ثلاث مليارات يورو، إذن من لم يف بوعده؟”.

وأكمل بالقول: “بعد عمليتنا في شمال سوريا، كانت هناك هـ.ـجمة إعلامية ضد تركيا، تدعي بأننا سنغير التركيبة السكانية المحلية إذا عاد اللاجئون السوريون إلى سوريا، ماذا كانت ستفعل الدول الأوروبية لو كانت في مكاننا؟ لا نحصل على أي دعم وأنفقنا أكثر من 40 مليار يورو على اللاجئين من ميزانيتنا، وهو مبلغ كبير لأي اقتصاد”.

وقال: “في تركيا بدأت المعارضة بالفعل في جعل قضية اللاجئين مشكلة سياسية، لقد حاولنا النقاش مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا بخصوص قضية اللاجئين، لكن من كان وما زال شريكنا الرئيسي في ذلك؟ فقط وكالة الأمم المتحدة للاجئين”.

وأكمل حول قضية اللاجئين بقوله: “مشكلة اللاجئين هذه ليست مجرد مشكلة أمنية فحسب، بل بالمقام الأول هي مشكلة إنسانية، ولا ينبغي استخدامها لخلق مزاج سياسي، لقد عانى هؤلاء الأشخاص كثيرًا، والآن يجب أن نساعدهم معاً”.

الوضع في إدلب

وحول الوضع في إدلب وتصـ.ـعيد نظام الأسد فيها، قال جاويش أوغلو: “الوضع في إدلب يـ.ـثير قلـ.ـقنا جميعًا، ولهذا السبب تحدث رئيسنا عن ذلك على هامش مؤتمر ليبيا، حتى الآن فر 400 ألف شخص، وبعضهم فر إلى حدودنا، وهناك عدد كبير في طريقهم حاليًا، نحن نستعد لرعاية هؤلاء الناس في سوريا، ولهذا السبب أنشأنا مخيمات لهم”.

وحول نقاط المراقبة قال: “لقد تم بناء مراكز المراقبة في إدلب وفقًا لاتفاقية سوتشي لمراقبة انتهاكات وقف إطلاق النـ.ـار، إحدى هذه المراكز موجودة حاليًا في منطقة احتلها النظام السوري الآن، نحن لا نرى أي تهديـ.ـد لمواقعنا العسكرية في الوقت الحالي، ولكن إذا كان هناك تهديـ.ـد، فسنفعل ما هو ضروري لحماية أنفسنا”.

وتابع بقوله: “لكن اهتمامنا الحقيقي هو هـ.ـجوم النظام السوري الذي يقصف المدنيين، بشار الأسد لا يؤمن بحل سياسي، إنه يريد حلاً عسكرياً، نعتقد أنه من المهم العودة إلى وقف إطلاق النـ.ـار والتفاوض السياسي، هذا يعني ممارسة المزيد من الضغط على نظام الأسد وداعميه”.

وحول المنطقة الآمنة في سوريا والمقترح الألماني بجعلها “منطقة حماية دولية”، قال الوزير التركي: “لم نرفض منطقة الحماية، لكن حاولنا التأكيد على أنه سيكون من الصعب تنفيذها، لقد وجه الرئيس أردوغان العديد من النداءات إلى المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة وقام بحملة من أجل إنشاء منطقة للحماية، نحتاج إلى قرار من مجلس الأمن لذلك، لكن هل ستقول روسيا نعم؟ وماذا عن الأعضاء الدائمين الآخرين؟ والأعضاء غير الدائمين؟”.

العائدون إلى سوريا

وحول العائدين إلى المناطق التي سيطرت عليها عملية “نبع السلام” التركية، قال: “حتى الآن عاد 200 ألف نازح داخليًا إلى المنطقة الواقعة بين تل أبيض ورأس العين، كما عاد لاجئون سوريون من تركيا إلى هذه المنطقة، وحتى الآن عاد 372 ألف شخص إلى منطقتي عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، ما يعني أن ما يقرب من 400 ألف سوري قد عادوا من تركيا إلى سوريا”.

وقال: “مبدأنا في العودة هو وجوب السماح للجميع بالعودة إلى وطنهم الأم، ولكن في بعض الأحيان تواجه وجود تدمـ.ـير للمنازل، بفعل داعش أو قسد، لذا يتعين علينا إنشاء مساكن وبنية تحتية جديدة للعائدين، عندها فقط يمكننا تحقيق عودة طوعية وآمنة وكريمة للاجئين”.

وأكمل بالقول: “نحن ننظر لجميع سكان تلك المنطقة دون تمييز، الأقليات المسيحية سعيدة جداً بعمليتنا العسكرية، فبعد طـ.ـرد داعش، مارست قسد ضغوطًا عليهم، وقامت بتجـ.ـنيد أطفالهم بالقوة، وأغلقت مدارسهم وصادرت ممتلكاتهم، أنا لا أقول ذلك، إنهم يقولون ذلك بأنفسهم”.

وختم بقوله: “نحن لا نبني فقط منطقة حماية لدرء الأخـ.ـطار ضد تركيا، ولكن حتى يتسنى لجميع الأشخاص الذين يأتون من هناك ويرغبون في العودة إلى وطنهم أن يعيشوا هناك بأمان، سواء كانوا من النازحين داخلياً أو من اللاجئين في تركيا”.

مدونة هادي العبد الله