تخطى إلى المحتوى

صحيفة تكشف عن عمليات اخـ.تراق المخابرات الإسرائيلية لجيـ.ـش الأسد والتجـ.سس على كبار الضباط لعدة سنوات (صور)

لم تكن حـ.ـادثة الجاسوس الإسرائيلي “إيلي كوهين” الوحيدة التي استطاع من خلالها جهاز الموساد الإسرائيلي اخـ.تراق نظام الحكم في سوريا، بل تكررت ووصلت إلى عقر مكتب وزير الدفاع “مصطفى طلاس” وقادة الفرق والتشكيلات العسـ.ـكرية المهمة، وهذا ما أكده مصدر عسـ.ـكري لـ”زمان الوصل”.

المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، عمل سنوات طويلة في الفرع 211 التابع لشعبة المخابرات العسـ.ـكرية، والذي كانت مهمته الرئيسية ملاحقة أجهزة التجـ.سس الإسرائيلية، حيث يقوم بمهمة الكشف الدوري على مكاتب كبار الضباط، وخطوط الكبل العسـ.ـكري المحوري، وخطوط وعقد الاتصال الفرعية ومقرات القيادة والعمليات، إضافة إلى فحص كافة العتاد القتـ.ـالي والأجهزة الإلكترونية والكهربائية التي تحصل عليها القوات المسـ.ـلحة والفعاليات الأمنية الأخرى.

وشدد المصدر على أن الموساد الإسرائيلي اخـ.ترق مرات عديدة عمق النظام العسـ.ـكري والأمني في سوريا، لكن نظام الأسد وخـ.وفاً من الفضيـ.ـحة أخفى هذه العمليات.

اخـ.تراق مكتب وزير الدفاع “مصطفى طلاس”

يروي مصدرنا أنه وفي العام 2001 أجري الفحص الدوري لمكتب وزير الدفاع “مصطفى طلاس”، وخلاله تبين وجود إشارة صادرة من داخل طاولة مكتبه، فتم إفراغ كامل محتوياتها وفحصها من جديد إلا أن طاولة المكتب لا زالت تعطي الإشارة نفسها، ما اضطر فريق الكشف لحفر الطاولة مكان الإشارة، والاتصال بالوزير الذي حضر إلى المكتب على الفور، (كان مساء يوم خميس).. “الطاولة كانت من خشب الزان المصبوغ باللون البني الفاتح، وعثرنا بداخلها على جهاز تسجيل وبث بالغ التعقيد”.

وزير الدفاع “مصطفى طلاس”

ويضيف أنه “وبعد التحقيق والتحري عن مصدر الطاولة تبين أن الوزير “طلاس” حصل على فرش جديد لمكتبه كهدية من أحد أصدقائه التجار المغتربين في ألمانيا، حيث تم شحن فرش المكتب الجديد عن طريق البحر، رغم أن لوازم الضباط القادة يتم شراؤها عادة عن طريق (إدارة المهمات)”.

ووفقا للمصدر فإن “طلاس” طلب من صديقه الحضور إلى سوريا، وبعد التحقيق معه عن كيفية وصول الجهاز إلى الطاولة، نفى معرفته بهذا الموضوع”، مشيراً إلى أنه “وبضغط من (طلاس) وبغية (لفلفة) الموضوع اعتبر هذا التاجر خارج دائرة الاتهام وعاد إلى ألمانيا بعد مدة قصيرة”.

وشدد المصدر أنه ومن خلال تحليل بنية الجهاز “تبين أنه صناعة ألمانية، لكنه يبث بياناته عبر القمر الإسرائيلي، ويعتبر من الأجهزة المتطورة فنياً وتقنياً، يقوم بتسجيل كل الأصوات الصادرة في محيطه ويقوم بتخزينها ضمن ذاكرة مؤقتة، ثم يقوم ببث حزمة التسجيل دفعة واحدة عبر الأقمار الصناعية وذلك في تمام الساعة الثانية ليلاً كل 10 أيام”.

اقرأ أيضاً: نظام الأسد يعتقـ.ـل مجموعة من الضباط ذوي المناصب الحساسة بعد اكتشاف ضلوعهم بالتجـ.سس لصالح إحدى الدول

التجسس بين مطاري “الضمير” و”السين”

بعد حادثة “طلاس” بثلاثة أعوام أي في العام 2004، وبينما إحدى الدوريات العسـ.ـكرية التابعة لمطار “الضمير” تقوم بجولة اعتيادية على كبل الاتصال الرئيسي الذي يصل بين دمشق ومطاري “الضمير” و”السين” قام أحد عناصر الدورية وعلى غير العادة بفتح أحد ريكارات التفتيش التي تحوي عقدة ربط الاتصال، فوجد أجهزة غريبة داخل هذا الريكار الذي يقع مقابل مقبرة الجنود الفرنسيين مباشرة قبل مدينة “الضمير” بحوالي أربعة كيلومترات.

وأوضح المصدر أنه “تم إبلاغ الفرع 2011 من قبل قيادة المطار، حيث حضر خبراء الفرع مع أجهزة الكشف ليتبين أن هذا الجهاز هو جهاز تنـ.صت وتسجيل تم وصله على الكبل المحوري الذي يصل إلى مطاري الضمير والسين، وقد قدرت فترة زراعته بحوالي سنتين ونصف تقريباً.

جهاز تجسس جبال “جيرود”

هذه المرة كان بطلها أحد رعاة الأغنام الذي اكتشف وجود جهاز تجسس في جرود جبال “جيرود” على تخوم بلدة “المراح” وربما كانت مكافأته أنه خسر حياته أو ما زال مغيبا في السجون منذ عام 1995، حيث رأى وهو يرعى أغنامه مجموعة من الأكبال الغريبة المطمورة تحت الأرض ولدى تتبع هذه الأكبال تبين أنها تؤدي إلى صخرة كبيرة مثبتة بالبيتون ضمن كتلة صخرية كبيرة، حاول قلبها لكنه لم يستطع.

قام الراعي حينها بإبلاغ قيادة الفرقة الثالثة التي كان قائدها حينها اللواء “حكمت إدريس المشرقي”، والذي حضر بنفسه مع فريق الفرع 211 إلى المكان، وتبين أنه عبارة عن مجموعة تجسس تحوي على كاميرا تصوير عالية الدقة موجهة باتجاه ملاجئ ومخابئ الصـ.واريخ (سكود) المتواجدة في تلك المنطقة.

ويشير مصدرنا إلى أن الجهاز كان مفـ.خخاً وموزعاً على ثلاثة مجموعات (الكاميرا، البطاريات، جهاز الإرسال) وقد تم تفكيكه وتبين أن زراعته كانت قبل خمس سنوات سابقة على الأقل.

اختراق مكتب قائد اللواء 155

في العام 2008، حصلت قصة مثيرة – والكلام لمصدرنا- خلال اكتشاف جهاز تجسـ.س تم زرعه في مكتب قائد اللواء 155 صواريخ في “القطيفة” حيث بدأت عندما قام عناصر من الفرع 211 بالتفتيش الدوري السنوي على مكاتب الضباط في القطيفة وخاصة اللواء 155 واللواء 156، وخلال كشف مكتب قائد اللواء 155 أعطى جهاز الكشف إنذاراً عن وجود شيء في سقف مكتب قائد اللواء (العميد جودت مواس)، صعدنا إلى سطح المبنى وقمنا بالكشف من جديد فقام الجهاز بإعطاء إشارة قوية جداً على أحد بلوكات (خفانات) سور السقف.

وبعد ذلك طلبنا حضور فريق فني مختص من الفرع من أجل فك الجهاز داخل البلوكة (الخفانة) خوفاً من وجود متفجـ.ـرات بداخله، ليتبين أنه موصول بكبل ممدود داخل خرسانة السقف وينتهي بلاقط صوتي مغروس على عمق 8 سم في الاسمنت فوق مكان جلوس قائد اللواء مباشرة.

ويمضي محدثنا بالقول إن “الجهاز تم زرعه مع بداية إنشاء البناء”، لافتاً إلى أنه أحدث مشكلة كبيرة لضباط الفرع 211 تتعلق بالتساؤل عن أسباب عدم اكتشافه خلال عمليات الكشف في السنوات الماضية، رغم قيام الفرع بالكشف مرات عديدة.

وكان الجواب، وفقا للمصدر بجهاز الفحص القديم الذي أعيد تمريره على جهاز التجسس دون أن يتمكن من كشفه وهو ما يؤكد أن الكواشف القديمة للفرع 211 كانت غير مؤهلة، فالجهاز الذي اكتشف عملية التجسس هو جديد قدمته اليابان للنظام كهدية.

اختراق مكتب قائد الفيلق الأول

في إحدى حملات التفتيش المخططة توجه فريق كشف فني إلى مكتب قائد الفيلق الأول قرب بلدة “المطلة” على طريق السويداء وكان وقتها اللواء “علي أيوب” وزير الدفاع الحالي، ولدى إجراء الكشف داخل مكتب قائد الفيلق تبين وجود إشارة صادرة عن أحد الأعمدة في ذلك المبنى وتحديداً في العمود الذي يحمل مدخنة المدفأة، تم الحفر مكان الإشارة والعثور على جهاز تسجيل وبث مثبت بالإسمنت داخل هذا العمود المصنع من مادة (الأترنيت).

وقال المصدر إنه “تم إرسال عينة من الكتلة الخرسانة التي ثبت بها الجهاز إلى مخابر جامعة دمشق من أجل تحديد العمر الزمني للبيتون الذي تم فيه تثبيت الجهاز، كما تم إرسال (بورد) الجهاز إلى مركز الدراسات والبحوث العلمية لمعرفة الزمن الافتراضي الذي تم فيه تصنيع هذا الجهاز، وكانت النتيجة تحديد العمر الافتراضي لسنة زرع هذا الجهاز بحوالي ثلاث سنوات سابقة، أي بمعنى أن إسرائيل بقيت تستمع إلى خفايا ما يدور داخل مكتب قائد الفيلق الأول ثلاث سنوات متتالية.

وطبعاً شكلت هذه القضية فضيحة كبرى لشعبة المخابرات وخاصة لضباط الفرع 211، حينها تم التوسع بالتحقيق وحجز اللواء “علي أيوب” في مكتبه لمدة شهر تقريباً منع منها من مغادرة مكتبه، كما تم التحقيق مع عدد كبير من ضباط الفيلق إضافة إلى عدد كبير من ضباط ومهندسين إدارة الأشغال العسـ.ـكرية التي قامت بإنشاء المبنى لكن دون التوصل لأي نتيجة تذكر، وفق قول المصدر.

التنصت على مقر قيادة اللواء 90

كشف المصدر أنه وخلال أحد حملات التفتيش المخططة للفرع 211 تم العثور على مصدر للإشارة قرب مكتب قائد اللواء 90، وتبين أن هناك جهاز تنصت مزروع تحت الأرض على كبل الاتصال الذي يصل إلى مكتب قائد اللواء، كما يوجد بالقرب منه جهاز بث عبر الأقمار الصناعية موضوع ضمن صخرة على عمق حوالي 5 سم فقط ومغطى بالتراب ويخرج منه (انتيل) رفيع يصل سطح التراب هناك.

وتم تحديد المدة الزمنية التقريبية التي زرع فيها هذا الجهاز وهي سنتين أو ثلاثة أي في عهد قائد اللواء الأسبق العميد “وجيه عبدالله” والذي تم ترفيعه وتسليمه مدير مكتب القائد العام للجيـ.ـش والقوات المسـ.ـلحة والذي بقي فيه سنوات طويلة.

أحدث جهاز تجسس

في عام 2013 عثر أحد الصيادين داخل جزيرة “النمل” المهجورة مقابل شاطئ طرطوس على أحد الصخور الغريبة التي يخرج منها أكبال توصيل كهربائية كبيرة وبعد تحريكها بين أنها مرتبطة بصخور أخرى، مما دفعه لإبلاغ فرع مخابرات طرطوس الذي انطلق للمكان وعثر على جهاز تصوير وبث متطور موزع على عدة صخور مصنوعة من البكاليت وشكلها مشابه تماماً لصخور تلك الجزيرة.

وتحتوي المنظومة على كاميرا عالية الدقة مربوطة مع لاقطين عبر الأقمار الصناعية للبث المباشر، والمجموعة تتغذى من 6 بطاريات كبيرة ذات عمر مديد، وتتوجه الكاميرا نحو التلة التي يتمركز فيها فوج الصواريخ البحري (ياخونت) التي استلمها النظام من روسيا قبل الثورة بسنوات قليلة.

وتعد هذه المنظومة من أحدث وأعقد المنظومات الإسرائيلية التي تم ضبطها وأكبرها حجماً، وعلى غير عادته فقد قام النظام بعرض هذه المنظومة على شاشة التلفزيون الرسمي التابع له بعد عدة أشهر من العثور عليها، ليثبت أنه يتعرض لمؤامرة كونية تقودها إسرائيل.

وختم المصدر بالتأكيد على أن هذه ليست كل الأجهزة التي تم اكتشافها فعلى مدار عقدين من الزمن بلغ عددها حوالي 22 جهازاً في أماكن مختلفة، مرجحاً أن عدد أجهزة التجسس الإسرائيلية وغيرها من الدول بعد العام 2011 تضاعفت بشكل كبير عما كان عليه سابقاً، بسبب اختلاط الأوراق على الساحة السورية وخروج الكثير من المناطق عن سيطرة الأسد ثم عودة السيطرة عليها.

المصدر: صحيفة “زمان الوصل” 6\7\2020