تخطى إلى المحتوى

قصة نجاح سورية “محمد المصري” من مهجر من القصير إلى صاحب شركة في ألمانيا (فيديو)

“محمد قاسم المصري” مهجر قسراً من القصير إلى صاحب شركة زراعية في ألمانيا.

نشأ محمد في القصير في بيئة وعائلة متوسطة وفقيرة الدخل. تزوج من فتاة أحبها، وبعد أن تساعدا وبنا بيتاً متواضعاً أكملت زوجته تعليمها عنده لتصبح معلمة، أما هو فكان يعمل بمؤسسات خاصة ليتساعد مع إخوته بكفاف العيش.

أتت ثورة الكرامة فانضم مع إخوته في التظاهر ضد الطاغية فاعتقـ.ـلت الأفرع الأمنية أخاه “أحمد” الذي كان مريضاً.

وبعد عدة أيام اتصلوا بأقربائه ليستلموا جثـ.ـمانه الطاهر معذّباً ومشقوق البطن دون أحشاء، ليكون بذلك الشهيـ.ـد الأول في القصير الذي قُتـ.ـل تحت التعـ.ـذيب.

هبّت القصير للتظاهر بعد مقـ.ـتله المروّع ورؤية المئات لجسده المعـ.ذّب، مقابل ذلك لم يتوقف الأسد عن المجـ.ـازر بأهل القصير حتى اضطّرهم لحمل السـ.ـلاح.

حصار القصير ونجاة “محمد”

حوصرت القصير ولم يتوانَ الأسد وحلفاؤه عن قصـ.ـف القصير والمدنيين عشوائياً، فانضم محمد وإخوته للدفاع عن بلدهم وعرضهم، فاستُشـ.ـهد أخوه الثاني رحمه الله.

لاحقاً اشتد الحصار والقصـ.ـف حتى طال أخته التي جمعت بعض الأطفال لتعليمهم وفي طريقها لهم أصـ.ـابتها قذيفة حاقدة وصعدت شهيـ.ـدة لبارئها، أما أخته الأخرى فقد بترت قدمها وأُسعفت إلى لبنان.

لم ينثنِ محمد عن الدفاع عن بلده وشارك بكل المعـ.ـارك وكان حزب الله يلاحقهم من منزل لآخر حين اقتحـ.ـم القصير، إلى أن أُصيـ.ـب بشظية في يده أدت إلى شللها جزئياً.

خرج محمد من مكان حصاره بأعجوبة بعد أن انتشل صديقه الميّـ.ـت من تحت الأنقاض وكُتبت له الحياة.

بقي محمد صامداً إلى يوم الإنسحاب المشؤوم من بلده الذي امتزج بدم إخوته، وخرج مع أهل القصير مدنيين وعسـ.ـكريين ونساءً وأطفالاً وشيوخاً.

لكنه تنحى في طريق غير طريقهم وتاه وعطش وجاع ولا أحد معه إلا الله، إلى أن مرت دورية مترجّلة من جيش العصابة فاختبأ محمد وراء الصخور ودعا الله أن ينجيه فلو كحّ أو عطس لكان مصيره الموت!

مرّت الدورية وسلِم محمد، وتابع بعدها سيره في الظلام إلى أن وصل إلى أتستراد دمشق حمص، ثم أكمل سيره حتى وصل إلى بيت أمه وأبيه قرب شنشار حيث لجأ الأب هناك.

ولكن الجيران علموا به وأرادوا أن يخبروا الأمن فهرب بأعجوبة حتى وصل القلمون ثم لبنان، يحمل معه يده التي أُصيـ.ـبت وشلّت.

اقرأ أيضاً: غير اسمه وغادر بلاده مجبراً.. قصة الفنان جهاد عبدو الذي طرق أبواب العالمية من هوليود وهذا موقفه من الثورة السورية

حياة جديدة لـ”محمد” في ألمانيا

سكن محمد في لبنان بعد أن جلب زوجته وأولاده، إلا أن مكوثه في لبنان كان من أتعس سنين عمره.

تمكن ابن القصير بمساعدة أقربائه من الحصول على جواز السفر لتركيا، ولأنه لا يملك المال مشى نحو أوروبا إلى أن كانت محطته الأخيرة بألمانيا.

وبعد معاناة مع الألم تبين أنه مريض بالسرطان ولكن الله كتب له الشفاء بعد العلاج المديد.

هنا لم تعجبه حياة العََوز وتصدُّق الدولة، وبدأ بمشروع زراعي أعاده العمل به إلى نشأته وبيئته الزراعية بالقصير.

تحول مشتله الصغير إلى مشروع متوسط فصار يورّد إنتاجه للسوق الألماني والاتحاد الأوروبي عن طريق صفحته على الفيسبوك والتي أسماها “قصير الخير” تيمُّناً بمكان مولده.

منذ مدة أنشأ شركته الزراعية الخاصة وأسماها “شركة المصري” التي تعمل على تصدير البذور وشتلات الخضار إلى جميع أنحاء أوروبا.

ظهر محمد بعدة لقاءت تلفزيونية تحكي قصة نجاحه، نتمنى لمحمد ولكل ثائر النجاح ورحم الله الشهـ.ـداء وشفى الجـ.رحى وأطلق سراح الأسرى.