تخطى إلى المحتوى

تقرير يوضح الفـ.ـجوة الواسعة بين التصريحات الأمريكية المتعلقة بالملف السوري والتطورات الحاصلة

اعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن هناك فـ.ـجوة كبيرة بين التصريحات الأمريكية المتعلقة بالملف السوري والتطـ.ـورات على أرض الواقع.

وأشارت الصحيفة في مقال، إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي قبل يومين هو أوضح موقف لإدارة الرئيس “جو بايدن”.

وذلك فيما تضمنته تصريحات “أنتوني بلينكين”، سواء الذي قاله الوزير، أو الذي لم يقله، وهو الأهم، وفقاً للصحيفة.

وقال “بلينكين”، إن أولويات واشنطن، هي، “توسيع دائرة وصول المساعدات الإنسانية، واستمرار الحمـ.ـلة مع التحـ.ـالف ضـ.ـد داعـ.ـش والقـ.ـاعدة في سوريا”.

كذلك “التـ.ـزام واشنطن المستمر في المطالبة بإخضـ.ـاع نظام الأسد للمسـ.ـاءلة والحفـ.ـاظ على اتفاقات وقـ.ـف النـ.ـار” في سوريا.

وأضاف أن المهمة الإضافية الملحقة، هي “المضي قدماً نحو إقـ.ـرار تسـ.ـوية سياسية أوسع للصـ.ـراع السوري تتمـ.ـاشى مع قرار مجلس الأمـ.ـن 2254”.

واعتبرت الصحيفة، أنه في واقع الحال هناك فـ.ـجوة كبيرة بين هذه العناوين والتطـ.ـورات الحاصلة على الأرض.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة الأمريكية تحدد موقفها النهائي من النظام وإعادة تأهيل بشار الأسد في المرحلة القادمة

موضحة، “صحيح أن قرار المساعدات الإنسانية عبر الحدود، جرى تمديده في تموز الماضي”، لكن موسكو تشترط على تمديده لستة أشهر أخرى، تقرير الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”.

وكذلك “رضا” روسيا على التقدم في تقديم المساعدات لـ”التعـ.ـافي المبكر” في أمور تخص بناء البنية التحتية، و إيصال “المساعدات عبر الخطوط” بحيث يكون تركيزها من نظام الأسد، وليس من الدول المجاورة.

الحفـ.ـاظ على وقـ.ـف النـ.ـار

كذلك اعتبرت الصحيفة أن فـ.ـجوة “الأقوال – الأفعال”، تشمل أيضاً الحفـ.ـاظ على وقف النـ.ـار.

وقالت، “صحيح، أن الثبات لا يزال قائماً على خطوط التمـ.ـاس منذ 18 شهراً، لكن الغـ.ـارات والاشتـ.ـباكات والتحـ.ـرشات مستمرة”.

سواء الغـ.ـارات الروسية في شمال سوريا أو الإسرائيلية في عموم البلاد، والتركية في شمال شرقي سوريا، بحسب الصحيفة.

لافتة إلى أن كلام “بلينكين” كان في مؤتمر صحفي مشترك وزير الخارجية الإسرائيلي الذي زار موسكو مؤخراً.

وذلك تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للتأكد من “بوتين” أن لدى إسرائيل، “يداً حـ.ـرة في ملاحـ.ـقة إيران في سوريا دون الاصطـ.ـدام مع الجيـ.ـش الروسي”.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الكلام الأميركي عن “الدفع لتسـ.ـوية سياسية شاملة”، لم يتجاوز إطار التصريحات.

وذلك لأن “بلينكين” لم يلتق منذ تسلمه منصبه المبعوث الأممي “غير بيدرسون” سواء في روما أو نيويورك أو واشنطن، وكأنه أراد القول إن هذا الملف ليس له أهـ.ـمية.

لذلك، اعتبرت الصحيفة أنه لم يكن مفـ.ـاجئاً ألا يتطرق الوزير الأميركي في بيانه إلى الاجتماع المقبل للجنة الدستورية في جنيف.

الموقف من التطبـ.ـيع مع النظام

أما المنتظر سياسياً، كان الموقف الأميركي من التطبـ.ـيع العربي مع نظام الأسد.

حيث قال “بلينكين”، “ما لم نفعله ولا ننوي فعله، التعبير عن أي دعم لجهود تطبـ.ـيع العلاقات أو إعادة تأهـ.ـيل الأسد”.

أو “رفـ.ـع عقـ.ـوبة واحدة عن النظام أو تغيير موقفنا المعـ.ـارض لإعادة الإعمار في سوريا حتى يجري إحراز تقدم لا رجوع فيه نحو الحل السياسي”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه مبادئ تتفق عليها واشنطن مع بروكسل ولندن وباريس وبرلين.

وتعرف بـ”اللاءات الثلاث”، أي، “لا إعمار، لا تطبـ.ـيع، لا رفـ.ـع للعقـ.ـوبات قبل تحقيق تقدم بالعملية السياسية”.

إلا أن كلام الوزير الأميركي جاء بينما كان وزير الخارجية الإماراتي إلى جانبه، وبعد زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن ولقائه بايدن.

ومما لا شـ.ـك فيه أن عمان وأبوظبي أكثر المتحمـ.ـسين للتقارب مع نظام الأسد، وفقاً للصحيفة.

لذلك، فإن الجديد في موقف “بلينكين”، هو أن الموقف أميركي ولا يرمي إلى أن يسير عليه الحلفاء في المنطقة”.

أي، أن واشنطن، ستعلن موقفها ومبادئها لكنها لن تقود حمـ.ـلة دبلوماسية وسياسية لإقنـ.ـاع حلفائها ولن تعـ.ـاقب الخـ.ـارجين عنه.

كما أنها لن تعمل على تنسيق المواقف بينهم ثنائياً أو داخل المؤسسات الدولية، إزاء الملف السوري.

ويعود تراجع الاهتمام الأمريكي بالملف السوري لعدة أسباب، أحدها الانكفاء من الشرق الأوسط عموماً.

إضافة إلى حجـ.ـم المقـ.ـاومة الذي تتلقاه سياسة الرئيس الأمريكي “بايدن” إزاء سوريا داخل المؤسسات الأميركية.