تخطى إلى المحتوى

مركز دراسات يحدد أسباب التصـ.ـعيد الروسي شمال سوريا والتوقعات الميدانية والسياسية للأشهر المقبلة

كشف مركز “جسور للدراسات” عن أسباب التصـ.ـعيد الروسي على الشمال السوري الذي زادت حـ.ـدته مؤخراً بعد انخـ.ـفاض ملحوظ منذ تشرين الثاني 2021.

وتوقع المركز في دراسة تحليلية أمس الاثنين 3 كانون الثاني، أن تستمر حـ.ـدة التصـ.ـعيد الروسي في الربع الأول من العام 2022، ذلك مع قرب مرور عامين على توقيع مذكرة موسكو 2020، حول إدلب.

كما توقع استمرار تبادل رسائل الاستـ.ـياء والتحذيـ.ـر بين تركيا وروسيا بهدف الضـ.ـغط، لكن دون أن يكون هناك أي تغير في خارطة السيـ.ـطرة والنفـ.ـوذ.

وأشار المركز أن عودة التصـ.ـعيد تتزامن مع قرب انتهاء فترة التفويض لآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بموجب القرار الأممي 2585 (2020).

موضحاً أن روسيا تحاول الضـ.ـغط على المجتمع الدولي من أجل قبول حصـ.ـر الآلية بالمساعدات عبر خطوط التمـ.ـاس، خاصة أن تقرير أمين عام الأمم المتحدة شـ.ـدد على ضرورة استمرار تدفق المساعدات عبر الحدود.

إقرأ أيضاً: عقب الحديث عن تغيـ.ـيرات جذرية.. باحث سوري يكشف مدى إمكانية فتح معـ.ـارك جديدة شمال سوريا

كما تريد روسيا على أقل تقدير، وفقاً لدراسة المركز، ضـ.ـمان استمـ.ـرار وتسريع العمل بموجب استثناءات التعـ.ـافي المبكر التي نص عليها القرار الأممي.

الأمر الذي يؤدي إلى تقليـ.ـص حجـ.ـم العقـ.ـوبات على نظام الأسد، وهو ما أشار إليه بشكل غير مباشر المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” في 27 كانون الأول 2021.

خـ.ـلافات وملفات عالـ.ـقة

يعود سبب استمرار التصعيد الذي يشهده الشمال السوري، وفقاً للمركز، إلى استـ.ـياء روسيا من التباطؤ في تنفيذ خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها مع تركيا خلال قمة “سوتشي” بين “أردوغان” و”بوتين” في 30 أيلول 2020.

مبيناً أن عدم إحراز أي تقدم في تنفيذ خارطة الطريق حول إدلب مرتبط بوجود خـ.ـلافات وملفات عالـ.ـقة بين تركيا وروسيا.

ومن أبرز هذه الملفات، “مكـ.ـافحة الإرهاب”، حيث ترغب روسيا في تأسيس آلية أمـ.ـنية وعسكـ.ـرية مشتركة لمواجـ.ـهة التنظيمات المصنفة “إرهـ.ـابية”، وبالتالي، استئناف التدريـ.ـبات المشتركة في هذا الإطار والتي تم تنفيذها عام 2020.

أما الجانب التركي فيريد الحفاظ على التنسيق الاستخبـ.ـاراتي والأمـ.ـني فقط دون العسكـ.ـري، وفقاً للمركز.

الوجود العسكـ.ـري التركي هو أيضاً من ضمن الخـ.ـلافات بين أنقرة وموسكو، حيث تصـ.ـر روسيا على إعادة انتشار القـ.ـوات التركية في سوريا بعمق يتراوح بين 30 و35 كم عن الشريط الحدودي.

وكذلك تقليـ.ـص عدد النقاط العسكـ.ـرية وحجـ.ـم المعدات بعد أن تخطت ما تم الاتفاق عليه ضِمن مباحثات مسار “أستانا”، على أن يتم ذلك في إطار تعديلات على اتفاق “أضنة” (1998) وبالتنسيق مع نظام الأسد.

كما تسعى روسيا أيضاً إلى تفعيل حركة التجارة والنقل، وتصـ.ـر على تنفيذ كامل لبنود مذكرة موسكو (2020) والتي تنصّ على إنشاء ممر أمـ.ـني بمسافة 6 كم على جانبَي الطريق الدولي (M4) بين حلب واللاذقية.

في المقابل، ما تزال تركيا ترغب بالتوصل لآلية عمل وتنسيق تضمن لها المشاركة في تشغيل وتأمـ.ـين الطريق الدولي (M5) بين حلب ودمشق.

ومن النقاط الخـ.ـلافية أيضاً، “إعادة الاستقـ.ـرار”، حيث تصـ.ـر تركيا على فـ.ـرض وقـ.ـف شامل لإطـ.ـلاق النـ.ـار في إدلب، بما يجعل التهدئة مستـ.ـدامة أو طويلة الأمد على غرار مناطق شمال حلب والرقة.

وتؤكد تركيا أن هذه الآلية تضمن إعادة اللاجـ.ـئين والنـ.ـازحين إلى مدنهم وقراهم، ومنـ.ـع تدفق المزيد من المهـ.ـاجرين إلى تركيا.

المركز ختم تحليله بالإشارة إلى أن حـ.ـدة التصـ.ـعيد لا يبدو أنها قد تنخفـ.ـض في الربع الأول من عام 2022 على أقل تقدير، لا سيما مع قرب مرور عامين على توقيع مذكرة موسكو (2020) حول إدلب.

متوقعاً استمرار تبادل رسائل الاستـ.ـياء والتحذيـ.ـر بهدف الضـ.ـغط، لكن دون أن يكون هناك بالضرورة أيّ تغير في خارطة السيـ.ـطرة والنفـ.ـوذ.

تصـ.ـعيد روسي شمال سوريا

ومؤخراً، يتعـ.ـرض الشمال السوري لقـ.ـصف شبه يومي من غـ.ـارات جوية وقـ.ـصف مدفعي من قبل قـ.ـوات الأسد وروسيا.

حيث شـ.ـنّت الطائرات الروسية على مدى الأيام الماضية غـ.ـارات على مناطق قرب الشريط الحدودي وفي جبل الزاوية جنوب إدلب.

في حين نفـ.ـذت قـ.ـوات الأسد والميليـ.ـشيات الإيرانية قـ.ـصف مدفعي غربي حلب، مما أسفر عن مقـ.ـتل وجرح عدد من المدنيين.

ووفقاً لـ”الدفـ.ـاع المدني السوري” تسـ.ـبب القـ.ـصف الروسي بخروج إحدى محطات المياه في مدينة إدلب عن الخدمة.

وقال “الدفـ.ـاع المدني”، الأحد 2 من كانون الثاني، إن عاملًا أصـ.ـيب إثر استهـ.ـداف محطة مياه “العرشاني” المغذية لمدينة إدلب.

كما أكد حـ.ـدوث أضـ.ـرار كبيرة في المحطة وخروج خط المياه الرئيسي فيها عن الخدمة، جراء قـ.ـصف الغـ.ـارات الجوية.

كذلك تسبب القـ.ـصف في 1 من كانون الثاني الحالي، بمقـ.ـتل ثلاثة مدنيين (طفلان وامرأة)، وأُصـ.ـيب عشرة آخرون بينهم ستة أطفال.

ذلك جراء غـ.ـارات جوية روسية استهـ.ـدفت نـ.ـازحين في منطقة النهر الأبيض قرب مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

وكردّ على التصـ.ـعيد نفذت القـ.ـوات التركية المنتشرة جنوب إدلب في 1 كانون الثاني ضـ.ـربات مدفعية مركزة على مواقع عسكـ.ـرية تابعة لقـ.ـوات الأسد وحلفائها في منطقتي معرة النعمان وسراقب.