تخطى إلى المحتوى

اتّصال هاتفي يُعيد الحياة لعائلة مُعتقل سوري بعد عشرة سنوات ” أخوك لا يزال حيّاً” (صورة)

كان لعفو “بشّار الأسد” المزعوم الذي صدر مؤخّراً وقعاً خاصاً في نفوس السوريين، وخاصة ذوي المُعتقلين الذين دام انتظارهم طويلاً لمعرفة ولو معلومةٍ بسيطة عن مُعتقلهم الذي يُكابدُ الويلات في أقبية السجون.

ورافق العفو انتشار عشرات الصور لمُعتقلين خرجوا من السجون، على أمل أن يتعرّف عليهم أحد، فمنهم من كان يُعتقد أن توفي تحت التعذيب، أو تم إخفاؤه قسرياً، وآخرون فقدوا الذاكرة ولا يستطيعون التعرّف حتّى على آبائهم وأمّهاتهم.

اتصال هاتفي يُعيد الحياة لأهل مُعتقل ظّنوا أنه ميّت

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ عديدٌ لمُعتقلين خرجوا بموجب العفو، ومن بين الصور كانت لشابٍ يُدعى “محمود أيّوب” تظهر عليه علامات المرض، والتّأثر الشديد بالسجن، إضافةً إلى نحولٍ في جسده وشحوبٍ في الوجه، وأُرفق مع الصورة عبارة “هذا الشاب خرج من السجن ولا يعرف أين يذهب، من يتعرَّف عليه فليتواصل معي”.

بعد ذلك تلّقت عائلة “أيوب” اتصالاً هاتفياً مفاجئاً يُخبرهم بأنّ “محمود”، لم يزل على قيد الحياة، بعد أكثر من عشرة سنوات من الاعتقال.

 شقيق “أيوّب”:” كنت أظّن أن أخي لن يخرج أبداً

وأعرب “خالد أيوّب” شقيق المُعتقل المُفرج عنه عن شعوره بالإفراج عن أخيه، قائلاً:” لا يمكنني أن أصف شعوري عندما وصلني الخبر، كنت أظّن أن أخي لن يخرج أبداً من تلك السجون، حتّى كنت أعتقد أنّه ميت”، مُشيراً أنه عندما وصله الخبر كان مقيماً في هولّندا، بحسب ما نقل موقع “سوريا على طول“.

اعتـ.قال “أيوّب” لأنه رفض أن يكون أداةً لقمع المدنيين

منذ بدء الثورة السورية عام 2011، كان شقيق “محمود أيوب”، (خالد)، من أوائل الذين شاركوا في التنسيقيات في مدينة حمص والتي كانت تعمل على تنظيم وتجهيز المُظاهرات السلمية.

في حين كان “محمود” يبلغ من العمر في ذلك الوقت عشرين عاماً ويؤدي “الخدمة العسكرية”، وفي إحدى المرّات تم إرساله لقمع المُظاهرات السلمية في مدينة دير الزور، لكن عندما تلقى أمراً في المرة الثانية انشقّ عن صفوف النظام رافضاً أن يكون جزءاً من آلة الأسد الإجـ.راميّة.

وبعد مرور وقت قصير، وأثناء عبور “محمود” أحد حواجز نظام الأسد التي كانت متواجدة بكثافة في مدينة حمص، اختفى دون أن تسمع عنه عائلته أي خبر لمدّة أربعة سنوات، حتّى علمت لاحقاً أن “محمود” من ضمن القائمة التي شملها عفو بشّار الأسد، وأنّه حي بعد سنوات من الفقدان والاختفاء.

اقرأ أيضاً: إتاوات مُقابل العفو.. مُعتـ.قلون يُفضلون البقاء في سجـ.ون نظام الأسد على دفع مبالغ مالية لضبّاط النظام ومسؤوليه

حالة “محمود” الصحة على لسان شقيقه “خالد”

وأضاف خالد:” آخر مرة رأيت فيها أخي محمود كان صحيح الجسد، لكن بعد أن خرج من سجن صيدنايا العسكري اكشفنا أنّه مريض “سل”، كما أن ملامحه مختلفة تماماً عمّا كانت عليه، إضافةً إلى الأمراض النفسية التي يُعاني منها.

وتابع:” أكثر من عشرة أعوام وأخي لم يخرج من زنزانته، حتّى أنه لم يرَ ضوء الشمس”، في إشارةٍ منه إلى القسوة التي كان يستخدمها النظام في معاملته مع المُعتقلين.

وبعد أن أصبح “محمود” حُرّاً، انتقل للعيش في المناطق المحررة في الشمال السوري، ولم يستطع أن يرى أهله الذين غادروا سوريا، إلا عبر مُحادثات فيديو عبر الهاتف.

يُذكر أن بشّار الأسد قد أصدر في وقتٍ سابقٍ مرسوماً تشريعياً يقضي بعفو عام عن الجـ.رائم المُرتكبة قبل تاريخ 30 نيسان الماضي، عدا تلك التي أفضت إلى موت إنسان.

محمود قبل اعتقاله (إلى اليسار) وبعد الإفراج عنه في الشهر الماضي