تخطى إلى المحتوى

تحقيق صحفي يكشف عن توّرط بشار الأسد في أكبر خيانة لإرضاء روسيا بالاشتراك مع عدد من الدول الأوروبية

أجرى مشروع الإبلاغ عن الجـ.ريمة المنظمة والفساد (OCCRP) وLighthouse Reports وSIRAJ تحقيقاً بالشراكة مع صحفيين من عدّة دولٍ كشف فيه أن نظام الأسد قدّم كامل قطّاع الفوسفات في سوريا من أجل إرضاء روسيا.

خداع نظام الأسد في عملية نقل مادة الفوسفات

وأوضح التحقيق، أنّ المُعدّين قاموا بمُراقبة شحنات الفوسفات من المناجم المتواجدة في الصحراء السورية إلى مصانع أسمدة في أوروبا، وذلك عبر استخدام تحليل ووثائق مالية وبيانات تجارية من عدّة دول.

وتمّكن التحليل من كشف عشرات الرحلات البحرية أن السفن التي شحنت مادة الفوسفات اعتمدت في خطّة النقل التخفي عن نظام التتبع الخاص بمنظمة البحرية الدولية أثناء رحلتها إلى سوريا قبل أن تظهر مجدداً في طريقها إلى أوروبا بعد مرور قُرابة الأسبوع.

تورط دول أوروبية في استيراد الفوسفات من النظام

وبحسب سجّلات تجاريّة فإنّ هناك العديد من الدول الأوروبية بدأت مؤخراً في استيراد الفوسفات من نظام الأسد ومنها “إسبانيا وبولندا وإيطاليا وبلغاريا”، إضافةً إلى صربيا وأوكرانيا اللتين طبّقتا مع الاتّحاد الأوروبي عقوبات على نظام الأسد في سوريا، إلا أنهما يعتبران من أكبر المُشترين.

يُذكر أن عقوبات الاتّحاد الأوروبي التي فرضها على نظام الأسد لا تحظر وارادات الفوسفات، إلا أنها تحظر الصفقات المُتعلّقة بالمواد البتروليّة.

أكثر من نصف الأرباح تعود للشركة الروسيّة

وأوضح التحقيق، أن الملياردير “الروسي غينادي تيمشينكو” المقرب من بوتين يُهيمن بشكلٍ كبيرٍ على موارد الفوسفات في سوريا، حيث أن في عام 2018، سلّمت الشركة السورية للفوسفات والمناجم السيطرة على أكبر مناجم الفوسفات في سوريا إلى شركة “ستوري غاز” المملوكة لـ “تيمشينكو” والذي يُعد أغنى الشخصيات في روسيا، كما أنّه صديق قديم لبوتين.

وكان أكبر موظفي الشركة قد استولى في عام 2016 على شركة لوجستية روسية غامضة وأعادوا تسميتها إلى (STG  Logistic  Stroytransgaz) على الورق، وأصبحت فيما بعد تقوم بأعمال مجهولة، منها إدارة صادرات الفوسفات من نظام الأسد مقابل أكثر من 70% من العائدات.

اقرأ أيضاً: نظام الأسد يتّخذ إجراءات تهدف لأكبر تغيير ديموغرافي لأحياء دمشق التي هجّر أهلها (صور)

أحد رجال بوتين في أوكرانيا متورط في الاستيراد أيضاً

تُعدُّ أوكرانيا من أكثر الدول التي تستورد الفوسفات من سوريا، على الرغم من تدهور العلاقات بين كييف ونظام الأسد، كون الأخير حليفاً لروسيا.

وتصل معظم شاحنات الفوسفات إلى أوكرانيا عبر ميناء يُدعى “نيكا تيرا” الواقع في جنوب غربي مدينة ميكولاف، والتي يتحكّم في رجال أعمال أوكراني “ديميترو فيرتاش”، الذي يُدين بثروته إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والكرملين.