تخطى إلى المحتوى

تغيّرات في الموقف الروسي تجاه الملف السوري وحديث عن تغيرات جذرية في سياسة بوتين حيال المنطقة

روسيا في سوريا

منذ أن بدأت روسيا حـ.ربها الشاملة على أوكرانيا، تراجع الدور الروسي في سوريا بشكلٍ كبيرٍ وملحوظ، سواءً من الناحيّة السياسية أو العسكرية المُتمثلّة بانسحابات روسيّة من بعض المواقع لها في سوريا.

أول تحرّك سياسي منذ حـ.رب أوكرانيا .. بوتين في طهران بشأن سوريا

وفي الآونة الأخيرة استعادت موسكو نشاطها في سوريا، حيث من المُقرر أن يُشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمّة التي ستجمع الدول الثلاثة الضامنة لمسار “أستانا” (تركيا، روسيا، إيران)، في العاصمة طهران، كأول تحرّك سياسي لروسيا في الشأن السوري منذ بداية الحـ.رب الأوكرانيّة.

روسيا تُسيطر بشكل كامل على قرارات نظام الأسد السياسيّة

أجبرت موسكو نظام الأسد مؤخّراً على عدم المُشاركة في اجتماع اللجنة الدستوريّة السورية الأخيرة، مما يُسير إلى أنّ روسيا تتحكم بشكل كاملٍ على قرارات نظام الأسد السياسيّة، وتُسيطر عليها بشكل فعلي في المحافل الدوليّة التي تسعى إلى إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن.

روسيا تسعى إلى مزيدٍ من المأساة الإنسانيّة في سوريا

يُذكر أنّ روسيا استخدمت خلال الأيام القليلة الماضية، حق النقض الفيتو ضدّ مشروع إنساني لمُساعدة السوريين، والذين ينصُّ على تمديد آلية دخول المُساعدات العابرة للحدود لمّدة سنةً كاملة.

إلا أنّ روسيا تمكّنت من فرض رأيها على المجتمع الدولي وانتهى القرار بتمديد الآلية لمدّة ستّة أشهرٍ فقط، وهذا مؤشر على أنّ موسكو تسعى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا، بعيداً عن الصراع العسكري التي تُحاول أن تُبقيه مُجمّداً خلال الوقت الحالي لانشغالها في أوكرانيا.

روسيا والتسويّة السياسية في سوريا

قال المتّحدث باسم الكرملين، “دميتري بيسكوف”، يوم أمس الإثنين، في تصريحاتٍ صحفيّةٍ أنّ القمة الثلاثيّة ستكون “مهمّة للغاية”، مُشيراً في الوقت ذاته أنّ التسوية السياسية في سوريا ستكون المحور الرئيسي الذي سيكون سيُركّز عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمّة.

موسكو تسعى لإثارة قلق المجتمع الدولي في سوريا

التحّركات السياسية الأخيرة لروسيا، وخاصةً أنها منعت وفد النظام من المُشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية، هدفها إثارة قلق المجتمع الدولي.

حيث أنّها تُريد أن تستبدل المفاوضات السياسية التي تُشرف عليها الأمم المتّحدة، بمسار أستانا، وهذا من شأنه أن يُعزّز الدور الإيراني في سوريا، وبحيث يكون للميليشيات الإيرانيّة صفةً شرعيّة.

اقرأ أيضاً: تقارير إعلاميّة تتحدّث عن تراجع في العلاقة بين بشّار الأسد وبوتين وتغيّرات كبرى قادمة بين الأطراف المعنيّة بالشأن السوري

رسائل تحذيريّة روسيّة للعديد من الدول

هناك العديد من المؤشّرات التي تدل على أنّ الروس يُحاولون تعزيز الدور الإيراني في سوريا، ولعل أبرز مؤشر على ذلك، هو تسليم المواقع التي أخلتها روسيا للميليشيات الإيرانيّة.

وفي ظل انعزل روسيا الدولي بسبب حـ.ربها على أوكرانيا فإنها تقوم بمثل هذه الخطوات لتوّجه رسائل تحذيريّة إلى العديد من الدول على رأسها إسرائيل، والمملكة العربيّة السعودية.