تخطى إلى المحتوى

تقرير يكشف عن عودة السوريون في تركيا لقصد طرق اللجوء إلى أوروبا على الرغم من المخاطر التي تُحيط بهم

هرباً من القصف في سوريا، والمُعاملة السيئة في البلدان المجاورة، وبحثاً عن حياةٍ أكثر أمناً واستقرار، كانت الهجرة هي السبيل الوحيد أمام السوريين على مدار أكثر من عشرة أعوام، وكانت عبارة “ضبّوا الشناتي” مُصطلحاً سوريّاً رافق الشعب السوري في يُسره وعسره خلال رحلات اللجوء المُستمرّة.

إصرار على الهجرة رغم المخاطر

على الرغم من المخاطر العديد التي قد يواجهها السوريين أثناء رحلاتهم إلى أوروبا، إلا أنّهم يصرّون على الهجرة، غير آبهين بكافة المخاطر التي قد تصل للموت غرقاً أو جوعاً أو تيهاً، كالحال اللاجئين العالقين في جزيرة صغيرة بنهر إفروس اليوناني على الحدود مع تركيا.

ما الأسباب التي تدفع السوريين للهجرة من تركيا إلى أوروبا

تلعب الأسباب الاقتصادية دوراً كبيراً في هجرة السوريين من تركيا إلى أوروبا، وذلك نظراً للارتفاع الكبير في إيجارات المنازل، إضافةً إلى صعوبة إيجادها.

كما أنّ دخل العامل السوري في تركيا يُعدُّ سبباً رئيسياً من أسباب الهجرة، حيث أنّ عدّة تقارير أشارت أنّ الأسرة السوريّة المكوّنة من أربعة أفراد تحتاج 1000 دولار شهرياَ لكي تتمكن من العيش فوق خط الفقر.

العنصرية سلاح فتّاك يُجبر السوريين على الهجرة من تركيا

وإضافةً إلى ذلك، فإنّ العنصرية التي يتعرّض لها السوريون في تركيا تُعدُ من أبرز الأسباب التي تجعلهم يُهاجرون باتّجاه أوروبا، لأنها في غالب الأحيان تعرض حياتهم للخطر وهم بداخل تركيا.

حيث أنّ العديد من اللاجئين السوريين اضطّروا إلى الهجرة لأوروبا تاركين ورائهم أولادهم وزوجاتهم في تركيا آملين في يتمكّنوا من الحصول على أوراق لم شمل، وذلك في مُحاولةٍ منهم البحث عن حياةٍ أفضل تؤمن لهم مُستقبلهم ومُستقبل أولادهم.

عدم الاستقرار وهواجس الترحيل تُلاحق السوريين

غير أنّ العُنصرية تُعتبر عاملاً رئيسياً في هجرة السوريين، إلا أنّ التهديدات بالترحيل التي يُطلقها بعض الأحزاب السياسية في تركيا تُشكل هاجساً يُزيدُ من أعباء السوريين، فُهناك العديد منهم يعتبرون أنّ العودة إلى سوريا في الظروف الحالية كالعودة إلى الصفر، حيث أنّ منهم حصل على الجنسيّة، وآخرون اتقنوا اللغة تماماً، وقسمٌ آخر لديه مشاريع وتجارة وأعمال خاصة به.

إضافةً إلى ذلك، فإنّ الترحيل لا يبدو مُستحبّاً بالنسبة لهم حتّى لو كان إلى مناطق الشمال السوري، التي تشهد بين الحين والآخر قصفاً عنيفاً من قبل قوّات نظام الأسد أو روسيا.

اقرأ أيضاً: العثور على مُهاجرين سوريين في جزيرة نائيّة على الحدود بين اليونان وتركيا وإنقاذ العشرات منهم بعد وفاة 4 منهم

أعداد السوريين في تركيا وأوروبا

يبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا قُرابة الأربعة ملايين لاجئ سوري يُقيمون في العديد من المدن التركيّة.

أما في أوروبا فإنّ عددهم بلغ المليون لاجئ، متوزّعين في ألمانيا، والنمسا، وهولّندا، والسويد، وبلدانٍ أخرى.

وفي المُجمل العام، فإنّ عدد اللاجئين السوريين في شتّى أنحاء العالم، وصل إلى ما يُقارب الـ 10 ملايين لاجئ سوري.