تخطى إلى المحتوى

فتاة روسية معارضة لبوتين تصبح رمزاً وأيقونة المعارضة والثورة السلمية

في مشهد أصبح أيقونة للثورة والمقاومة والمعارضة، جلست فتاة في منتصف الطريق أمام حشود قوات مكافحة الشغب الروسية، وبدأت بقراءة بنود الدستور الروسي من كتيّب في يدها.

وفي غضون دقائق، انتشرت هذه الصورة مكتسحة منصات التواصل الاجتماعي، وباتت الفتاة الروسية “أولغا ميسيك” ذات السبعة عشر ربيعاً رمزاً للحركة المؤيدة للديمقراطية في روسيا، والمناهضة لجشع الرئيس الحالي “فلاديمير بوتين” في الحكم.

وقارن البعض بين هذه الصورة وصورة “رجل الدبابات” الشهيرة في ساحة “تيان آنمين” في العاصمة الصينية بكين مطلع سبعينات القرن الماضي، والذي وقف في وجه دبابات الجيش الصيني الذي خرج ليقمع ثورة طلاب الجامعات، وحازت صورته شهرة واسعة أيضاً وقتذاك.

وقالت أولغا أثناء مقابلة أجرتها معها شبكة “بي بي سي” البريطانية: “الأوضاع في روسيا في الوقت الراهن شديدة الاضطراب، فالسلطات تفزع لدى رؤية متظاهرين سلميين وتستدعي لملاحقتهم تعزيزات عسكرية من مختلف أنحاء البلاد، لقد تغيرت عقلية الناس كما أرى”.

وتشهد العاصمة موسكو في عطلات نهاية الأسبوع تظاهرات منتظمة احتجاجاً على عدم أهلية المرشحين المستقلين في انتخابات أيلول سبتمبر القادم لعضوية المجالس المحلية، ويدعي نظام بوتين بأن مرشحي المعارضة عجزوا عن تجميع ما يكفي من التوقيعات اللازمة للتسجيل في سباق الانتخابات.

من المظاهرات المعارضة في موسكو

إقرأ أيضاً : آلاف الروس يتظاهرون في موسكو ضد بوتين ويرفعون شعار “بوتين يكذب”

أما أولغا – والتي تتطلع للالتحاق بجامعة موسكو لدراسة الصحافة – فتقول إن احتجاجها ليس مقتصراً على الانتخابات المقبلة، وإنما هو لتسليط الضوء على الانحراف عن الدستور والذي وضع في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والذي يثمّن حقوق الإنسان في الشعب الروسي ويحميها.

وفي السابع والعشرين من تموز يوليو الماضي، وقفت أولغا بين الآلاف ضمن تظاهرة غير مصرّح بها في موسكو احتجاجاً على التضييق على نشطاء المعارضة في انتخابات مجلس الدوما، وكان العديد من قادة المعارضة البارزين قد اعتُقلوا قبل خروج التظاهرة.

وجلست متربعة على الأرض، ومن ورائها عناصر الشرطة المدججة بالأسلحة، وسحبت أولغا نسخة من دستور روسيا الذي أُقرّ عام 1993 وأخذت تقرأ منه متحدية إياهم جميعاً.

تقول أولغا: “قرأت عليهم أربع فقرات، أولاها تتحدث عن الحق في التظاهر السلمي، والثانية تتحدث عن حق كل شخص في المشاركة في الانتخابات، والثالثة عن حق الجميع في حرية التعبير، والرابعة عن أهمية إرادة الشعب وقوته في نهضة البلاد”.

الناشطة الروسية أوليغا ميسيك

غليان شعبي

وسرعان ما تعرضت أولغا للاعتقال وهي في طريقها لمحطة مترو الأنفاق بعد انتهاء التظاهرة، وباتت أولغا بين أكثر من ألف متظاهر محتجز، كما تعرضت أولغا للاحتجاز أربع مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتقول بأنها لم تخرج عن السلمية في أي من مشاركاتها في التظاهرات.


هذا وتشهد روسيا – وبالأخص العاصمة موسكو – حملة تظاهرات شعبية متصاعدة خلال الفترة الأخيرة نتيجة سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تتجه رويداً رويداً نحو الديكتاتورية واحتكار السلطة ، تلك الأمور التي ثار عليها الشعب الروسي ونبذها منذ سقوط الإتحاد السوفييتي سنة 1991 وفرض النظام الديمقراطي الحر على البلاد منذ ذاك الوقت.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: