أقدمت مواطنة بولندية مسلمة على عمل إنساني لمساعدة طـ.ـالبي اللجـ.ـوء العـ.ـالقين في الغابات على حدود بلادها مع بيلاروسيا.
حيث تقوم “ليلا سفيربليفسكا”، وهي من أقـ.ـلية التتار المسلمة في شرق بولندا بطهي الطعام من أجل المهـ.ـاجرين في مطبخ مطعمها الذي افتتحته في بياويستوك قبل عام.
ووفقاً لما ذكرته وكالة “رويترز” في تقرير، فإن “سفيربليفسكا” أرادت دوماً أن يشعر المهـ.ـاجرين في بلدها وكأنهم في منازلهم، ولذلك فإنها تطـ.ـهو الآن من أجلهم.
بعد الطهي تُشحن الوجبات التي تجهزها “سفيربليفسكا” إلى منظمات خيرية ذاهبة إلى غابات بولندا لمسـ.ـاعدة المهـ.ـاجرين الذين عبروا الحدود من روسيا البيضاء.
وتتنوع الوجبات التي تحضرها صاحبة المبادرة وهي خـ.ـالية من لحم الخنزير احتراماً لعقيدة المهـ.ـاجرين.
ومن الوجبات كرات لحم الديك الرومي في صلصة الجزر والدجاج مع الفاصولياء الخضراء، حيث تضعها بعد تحضيرها في برطمانات معقمة محـ.ـكمة الإغـ.ـلاق.
إقرأ أيضاً: صحفي عراقي يفـ.ضح دور عائلة الأسد في إرسال المهـ.ـاجرين إلى حدود بيلاروسيا مع أوروبا والأموال التي تجـ.ـنيها
“سفيربليفسكا” أوضحت لرويترز أنه “كان علي أن أسأل نفسي، ماذا كنت لأفعل في موقف كهذا؟ هل كان أحد سيسـ.ـاعدني؟”
ذلك لأنها لا تعلم يقيناً أنها لن تكون في مثل هذا الموقف غداً أو خلال بضع سنوات.
وجوب مساعدة من يحتـ.ـاجون للعون
وأكدت “سفيربليفسكا” أنه “يجب علينا كمسلمين تقديم المساعدة، بغض النظر عن الدين أو المكان الذي قدموا منه. ينبغي علينا فقط مسـ.ـاعدة من يحتـ.ـاجون للعـ.ـون”.
وتعمل “سفيربليفسكا” مع منظمة (رافت أسوسييشن) الخيرية والتي تتعاون بدورها مع الكنيسة الأرثوذكسية في شيمياتيتشه بالقرب من الحدود لنقل الطعام إلى المهـ.ـاجرين في الغابات.
كما حثت البولنديين على ألا يخـ.ـافوا من تقديم المساعدة، مضيفة أن د.عم المهـ.ـاجرين أمر ضـ.ـروري وسط انقسـ.ـام مجتمعي متزايد تقوده سياسات الحكومة القومية البولندية.
وقالت سفيربليفسكا “إننا نضع الناس في فئات. لا ينبغي أن نفـ.ـصل أحداً ونصـ.ـنفه على أساس دينه أو جنسيته أو توجهه”.
وبحسب وكالة الأنباء العالمية “يرتبط جزء كبير من مهمة “سفيربليفسكا” بإيمانها ومكانتها في مجتمع التتار الأقـ.ـلية العرقية في بولندا.
وهي مواليد 1967 ناشطة من أقـ.ـلية “التتار” داخل الاتحاد الديني الإسلامي في جمهورية بولندا و”اتحاد التتار” في جمهورية بولندا.
كما أنها رئيسة الجماعة الدينية الإسلامية (MZR) في جمهورية بولندا في “بياليستوك”، وعضو المجلس المركزي لاتحاد التتار بجمهورية بولندا.
أقـ.ـلية التتار
وتنحدر أقـ.ـلية التتار في بولندا من محـ.ـاربين كافأهم الملوك البولنديون بأراض لحمـ.ـايتهم الحدود الشرقية للبلاد قبل مئات السنين.
ويقدم المنتمون للأقلية الطعام للمهـ.ـاجرين وينظمون الجنـ.ـائز للمسلمين الذين يمـ.ـوتون على الحدود.
عدد التتار المسلمين يقدر حالياً بنحو 5 آلاف نسمة فقط، وعددهم القليل هذا يرجع لسبب الهـ.ـجرة، وكذلك الذوبان في المجتمع البولندي.
ويتوزعون في مناطق شمال شرق البلاد، والعاصمة “وارسو”، ولهم مساجدهم ومؤسساتهم الخاصة بهم.
وتقـ.ـطعت السبل بمئات المهـ.ـاجرين الذين تُركوا في تلك الغابات لأسابيع.
وتقول منظمات إنسانية إن ما لا يقل عن 13 مهـ..ـاجراً لقـ.ـوا حتفهم عند الحدود حيث يعـ.ـاني كثيرون من البرد الشديد ونقص الطعام والماء.